وقف وصفق طويلا جمهور مدينة الحسيمة الذي ملأ دار الثقافة الأمير مولاي الحسن أمس عند نهاية العرض المسرحي"خريف" لفرقة أنفاس من الرباط، وذلك انتصارا للحياة بعدما تعذب كثيرا وهو يتابع باهتمام معاناة امرأة تعاني مرض السرطان فوق الخشبة.
المصابة بالسرطان باحت وكشفت دون أن تنطق ولو بكلمة من خلال انفعالاتها، عن عذاب نفسي، وتمزق وجدانها، ومعاناة لا يحسها إلا المرضى وذويهم. امرأة كشفت للجمهور العزلة التي يعانيها المصاب ونظرات الشفقة وألم التبعات الإجتماعية خاصة على المرأة قبل أن تسقط كل هاته المعاناة بالدعوة للفرح وتحدي السرطان.
"خريف" قصة تمجد الحياة، وتسخر من الموت، ومن السرطان كذلك، بانفجار الحواس، والدعوة إلى إعادة التفكير في الحياة، والإحتفال بها، وقوفا في وجه المرض.
المسرحية من تآليف فاطمة هوري، دراماتورجيا وإخراج أسماء هوري، ومن تشخيص فريدة بوعزاوي وسليمة مومني، في تأليف الموسيقى رشيد البرومي، إضاءة رضا العبدلاوي، عزف حي رشيد البرومي – أسامة بورواين، وفي الأزياء أمينة.
العرض المسرحي "خريف" تم في ختام فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الحسيمة المسرحي المنظم من لدن الفضاء الأورومتوسطي لفنون الفرجة وجمعية الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. وكان للأطفال موعد مع عرض مسرحي بدار الثقافة أمس صباحا تحت عنوان" Lola et les fourmis " لجمعية الحياة للمسرح و التنمية الثقافية القادمة من جرادة.
يذكر أن فعاليات دورة السنة الجارية من المهرجان، كرمت مسرح محمد الخامس في شخص مديره السيد محمد بلحساين والفاعل الجمعوي بالحسيمة أحمد الشيخي، فضلا عن عرض أربع عروض مسرحية من بين أفضل العروض المختارة وطنيا في المهرجان الوطني للمسرح الذي نظمته وزارة الثقافة بتطوان.
الدورة قدمت أيضا لقاءا وطنيا حول "مستجدات قانون الفنان والمهن الفنية" بمشاركة فنانين ونقاد مسرحيين ونقابيين فنيين ومخرجين وباحثين، كانت أبرز توصياته الدعوة لتأسيس فرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بالحسيمة.